responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأنطاكي المؤلف : الأنطاكي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 349
وكان [1] وليّ عهد المسلمين عند حصوله بدمشق قد فسح لأهلها في شرب القهوة وسماع الأغاني، فحبّه [2] أهل دمشق. وأمّا الجند فكانوا ماقتين له لشحّه وقبضه يده على الإنفاق فيهم وتوفيتهم [3] رسومهم [4].

[أمير الأكراد يغزو الدرزية في وادي التيم]
وأذاع بعض الدّرزيّة دعوته في قوم من المسلمين في موضع يعرف بوادي (التّيم) [5] بين دمشق وصيدا، وأقلب دينهم، وتجاهروا بكفرهم، فغزاهم أمير الأكراد يعرف بابن تالشليل [6] فقتل منهم وسبى وأحرق وأهلك

= مخالفا لرأيك أطلعتنا في معاملتهم بما تعامل به المفسد. فأجابهم بأنّي ما أردت ذلك ولا أذنت لهم، وقد أذنت لكم في نصرتهم والإيقاع بمن يتعرّض بهم. وراسل العبيد سرّا بأن كونوا على أمركم، وحمل إليهم سلاحا قوّاهم به، فاقتتلوا، وأعادوا الرسالة: إنّا قد عرفنا غرضك إنه إهلاك هذا البلد وما يجوز أن نسلّم أنفسنا، وأشاروا إلى بعض الوعيد في قصد القاهرة، فلما رآهم مستظهرين ركب حماره ووقف بين الفريقين وأومأ إلى العبيد بالإنصراف وسكّن الآخرين، فقبلوا ذلك وشكروه، وسكنت الفتنة. وكان قدر ما أحرق من مصر ثلثها ونهب نصفها، وتتبّع المصريّون من أخذ من زوجاتهم وبناتهم وابتاعوا من العبيد بعد أن فضحوهنّ حتى قتل منهنّ نفوسهنّ خوفا من عار الفواحش المرتكبة منهنّ. ثم زاد ظلم الحاكم وعنّ له أن يدّعي الربوبية، فصار قوم من الجهّال إذا رأوه يقولون له: يا واحدنا يا أحدنا، يا محيي يا مميت، وكان قد أسلم جماعة من اليهود فكانوا يقولون: إنّا نريد أن نعاود شرعنا الأول، فيفسح لهم في الارتداد». (المنتظم 7/ 297،298، وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 315، وتاريخ الزمان 79، وسير أعلام النبلاء 15/ 177 وفيه: «ولما أمر بحريق مصر، واستباحها، بعث خادمه ليشاهد الحال. فلما رجع، قال: كيف رأيت؟ قال: لو استباحها طاغية الروم ما زاد على ما رأيت، فضرب عنقه». والنجوم الزاهرة 4/ 180 - 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 208،209).
[1] من هنا حتى قوله: «الحاكم في الحال» مقدار 44 سطرا ليست في (س).
[2] كذا، والصواب «فأحبّه».
[3] في الأصل وطبعة المشرق 226 «وتوقيتهم» والتصحيح من البريطانية.
[4] تولّى وليّ العهد «عبد الرحيم» أو «عبد الرحمن بن الياس بن أحمد الملقّب بالمهدي» إمرة دمشق في أواخر أيام الحاكم. (أمراء دمشق 51 رقم 167). وقال الذهبي: إنه رخّص الناس فيما كان الحاكم نهاهم عنه وأظهر المنكر والأغاني والخمور، فأحبّه أحداث البلد، ولكن أبغضه الأخبار لبخله وكاتبوا فيه إلى الحاكم وحذّروا من خروجه، ووقع الشرّ بين الجند والأحداث بسببه، والنهب والحريق إلى أن طلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته. (ذيل تاريخ دمشق 70 بالحاشية).
[5] «التيم» ليست في بترو.
[6] في البريطانية وبترو «تالسليل».
اسم الکتاب : تاريخ الأنطاكي المؤلف : الأنطاكي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست